مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

إلى الأستاذ الأديب محمد العنيق أمل ورجاء

سعادة الأستاذ الأديب الأريب/ محمد بن عبد الكريم العنيّق حفظه الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

فلقد استمتعت بقراءة كتابكم ( أمل ورجاء ) ، الصغير في حجمه الكبير في موضوعه ، فقد جمع بين سهولة العبارة وسلاسة اللفظ ، وزاد ذلك حُسْناً وفائدة ما ألمحت إليه تصريحا أو تلويحا .

أولاً : من الحقوق الشرعية كرد المظالم ، وذلك من خلال سرد رواية ( اليتيم ) المؤثرة حساً ومعنى .

ثانياً : من خلال التنبيه على بعض المغالطات والمظاهر المشينة ، كما في روايتكم ( وجهان لعملة واحدة ) ، وفي رواية ( أجنحة وأقنعة ) معالجة ظاهرة الطبقية في المهنة و الوظيفة ، وفي رواية ( شمس الخريف ) التسرع إلى الزواج من غير المسلمات دون نظر ومشورة .

ثالثاً : من خلال التنوية بالمعالم الرفيعة والقيم الفاضلة ، كما في رواية ( الطوفان ) عندما أشرتم إلى أن الثروة الكبيرة هي السمعة الطيبة . وفي رواية ( معاناة ) حيث الإشادة بالإخلاص في الأداء الوظيفي ، وعدم الانفعال بسرعة وبخاصة عند حدوث أو علاج الخطأ ، وأيضاً – ونعم ما ذكرتم – التورع عن الغيبة والنميمة .

رابعاً : إبداء بعض الآراء على المستـوى العـام ، كمـا في روايـة ( الماضي لا يعود ) ، عندما عَتَبَ قلمكم على الجهات المشرفة على التعليم الفني والقوى العاملة في عدم الاهتمام بمسئولية توجيه الشباب نحو الوجهة السليمة .

وبكل حال لقد استمتعت بقراءة ما خطه قلمك من منثور الحكم والأدب ، ولا اكتمك سراً أنني قرأته كله قبل تمام 24 ساعة ، فشكر الله لك وبارك في قلمك وأدبك وروايتك ، وكم تحتاج صحافتنا إلى أدباء نزهاء يحيون الفضيلة ويحاربون الرذيلة ، وبخاصة أن ساحة الأدب قد نبت فيها نبتة عفنة دنّست أرض تلك الساحة فكدرت صفاءها وعكّرت نقاءها ، وقد تبوأ إثمها شرذمة من الكتّاب الذين نصّبوا أنفسهم أدباء وليس لهم من الأدب نصيب ، لا حساً ولا معنى ، فقد خلعوا جلباب الحياء والحشمة ،وتمردوا على الدين والفطرة ، والوا الرذيلة ، وعادوا الفضيلة ، حاربوا الحشمة والحياء ونادوا بالتبرج والسفور ، فللشر وأهله نصروا ، وللإصلاح وأهله كسروا .

الله نسأل أن يهدي ضال المسلمين وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم ، وأن يطهّر صحافة المسلمين منهم وممن سار على منوالهم .كما نسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا للقضاء على هذه الشرذمة التي تنخر في أساس المجتمع وثوابته .وعوداً على بدء ، فقلمك على ثغر ، فاستمر في العطاء الطيب ، والنصح لشباب الأمة .وعليك – ومثلك يُعَلِّم ولا يُعَلَّم – بالكتابة فيما تستطيع من أبواب الخير ، وعلى رأسها التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يتبع ذلك كبر الوالدين ، والغيرة على الأعراض وخدمة الدين ، والنصح للأمة .فإني ألمس في قلمك التوفيق والسداد زادك الله من فضلة وأمتعنا بقلمك .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم/ عبد العزيز بن محمد السدحان

* ولي بعض ملحوظات سنبحثها سوياً إذا اجتمعنا – إن شاء الله تعالى – واحسب أن صدرك واسع لقبول بحثها .* برفقه بعض الأخطاء الإملائية والمطبعية .

إمام مسجد الفاروق بظهرة البديعة

وخطيب جامع أهل أشيقر بالسويدي والمحاضر بجامعة الإمام

مقالات ذات صلة