مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

إلى الأخ متعب آل الرشيد بشأن هل اسم الحنان من أسماء الله سبحانه

الأخ متعب بن سبَّاح آل الرشيد سلَّّمه الله تعالى ... آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

فقد سألتَ رعاك الله تعالى عن اسم ( ا لحنان ) ، هل هو من أسماء الله تعالى ؟

وإليك ما نقلته لك من كلام أهل العلم ملخصاً مع تقصير في البحث :ورد في ذلك – حسب البحث – ثلاثة أحاديث :

الأول والثاني كلاهما من حديث أنس بن مالك – رضي الله تعالى عنه – وكلاهما في مسند الإمام أحمد .الحديث الأول : أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجل يقول : ( اللهم إني اسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، الحنان ... ) المسند 3 ص158 .وفي إسناده خلف بن خليفة ابن صاعد الأشجعي ، وهو صدوق اختلط في الآخر ، كما في التقريب .

الحديث الثاني : أن عبدا في جهنم ينادي ألف سنة : ( يا حنان ... ) المسند 3 ص230 .وفي إسناده أبو ظلال وأسمه هلال بن أبي هلال ، وقيل غير ذلك ، ذكره في التقريب وقال : ضعيف .

الحديث الثالث : وهو الحديث الذي فيه سرد الأسماء الحسنى ، وقد ورد في الأسماء اسم ( الحنان ) ، والمعلوم عند أهل التحقيق أن سرد الأسماء الحسنى لا يصح مرفوعا ، وإنما هو إدراج من بعض الرواة. وقد أشار إلى ذلك جمع من أهل العلم ، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : ( ... وبكل حال فتعيينها – الأسماء - ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه ) مجموع الفتاوى 6 ص382

وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى - : ( والذي عوَّل عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه ) تفسير ابن كثير 2 ص288 .

وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى - : ( والتحقيق أن سردها إدراج من بعض الرواة ) فتح الباري 11 ص217 .ولفظ ( الحنان ) ورد في رواية عند الحاكم لهذا الحديث ، لكن في إسناده عبد العزيز ابن أبي الحصين ابن الترجمان وثقه الحاكم وتعبه الذهبي بقوله : بل ضعفوه . ( مستدرك الحاكم 1 ص17 ) .وبناء على ثبوت اسم ( الحنان ) في هذه الروايات من عدمها اختلفت أنظار أهل العلم في إثبات هذا الاسم لله تعالى .

وحاصل خلافهم على أقوال ثلاثة :

القول الأول : عدم اعتباره من الأسماء الحسنى ، وهو منقول عن الإمام مالك – رحمه الله تعالى - .قال شيخ الاسلام ابن تيمية – رحمة الله تعالى - : ( وقد نقل عن مالك أنه قال : أكره للرجل أن يقول في دعائه : يا سيدي يا سيدي يا حنان يا حنان ، ولكن يدعو بما دعت به الأنبياء : ربنا ربنا ... ) مجموع الفتاوى 10 ص285 .وممن ذهب إلى قول الإمام مالك – رحمه الله تعالى – في نفيه لاسم ( الحنان ) ، الإمام الخطابي – رحمه الله تعالى - ، فقد قال : { ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم وإن لم يثبت به الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحنان ) } معجم المناهي اللفظية – الطبعة الثالثة ص241 .

القول الثاني : أن ( الحنان ) اسم من أسماء الله تعالى ، وممن قال بذلك الإمام البيهقي – رحمة الله تعالى - ، فقد ذكره في كتابه : ( الأسماء والصفات ) ص105-106 وساق الحديث الثاني عند الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – المذكور أعلاه .وممن قال بهذا القول من المعاصرين الشيخ الدكتور عمر الأشقر – وفقه الله تعالى – في كتابه ( الأسماء والصفات في معتقد أهل السنة والجماعة ) ص74-75 .

القول الثالث : التوقف وتعليق القول به على صحة النص الوارد به ، وهو تقرير الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – فقد ذكر أنه راجع لفظ الحديث الأول عند الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – في غير مرجع ، فلم ير ذكر ( الحنان ) ثم قال : فإذا كانت الروايات أكثرها بعدم إثباته فالذي أرى أن يتوقف فيه ، والله أعلم . المجموع الثمين 3 ص57-58 ، الجواب المختار لهداية المحتار ص9 .هذا ما لزم بيانه على اختصار وقصور في البحث وضيق في الوقت .والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

محبك في الله

عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان

مقالات ذات صلة