مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

كيف تحترم الآخر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد

فإن دين الإسلام شامل لجميع المصالح دافع لجميع المفاسد حث على أبواب الخير ورغب فيها ورتب عليها الأجر والثواب وحذّر من أبواب الشر ورهب فيها ورتب عليها الوزر والعقاب عني الإسلام بإصلاح القلوب والعقول والأبدان , ليس على مستوى الفرد مع نفسه بل في جميع الأحوال سواء مع نفسه أو أهله أو جيرانه أو الناس أجمعين.

وكان مما عني به الإسلام توثيق الروابط الاجتماعية من خلال حسن التعامل مع الآخرين .

والناظر في نصوص الشريعة وشروح أهل العلم يرى شمولية النصوص وعنايتها بذلك الشأن من التعامل, بل لم يقف التعامل المشروع مع الإنسان فحسب بل حتى مع الحيوان والنبات والطريق وغير ذلك فللحيوان حقوق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض» متفق عليه .

وللمرعى وظل الناس حقوق  كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا اللاعنين، قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟! قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم».

وللطريق حقوق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الطريق حقه».

وهذه الحقوق لابد من التعامل معها , وهذا دليل من أدلة كمال هذه الشريعة الغراء.شاهد المقال : أن التعامل مع الآخرين حسب أحكام الشرع وآدابه مما خصه الشرع بمزيد عناية لما له من الآثار المتعدية .وعوداً على بدء ومن خلال النظر في بعض نصوص الشرع أيضاً نلمس عناية تامة في التعامل مع الآخرين على اختلاف طبقاتهم العمرية والوظيفية وغيرها .

فللكبير حق التوقير وللعالم حق التبجيل وللصغير حق الرعاية والتربية يجمع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يبجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه».

كما أن لليتيم حق الشفقة والرحمة وللمسكين حق العون والمساعدة . ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فلَا تَنْهَرْ﴾.

ومما كثر النص عليه علاقة الجار بجاره أيضاً ويكفي شاهد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». بل كان صلى الله عليه وسلم حتى مع غير المسلمين مثالا عظيما في التعامل معهم من خلال دعوتهم بالحكمة وزيارتهم وعدم ظلمهم والتعدي عليهما امتثالاً لقوله تعالى : ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾، وقوله تعالى: ﴿ وجادلهم بالتي هي أحسن﴾، وقوله تعالى : ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾ . فكان صلى الله عليه وسلم يسلك ما أمره ربه به فزار ذلك الغلام اليهودي على فراش المرض ودعاه إلى الإسلام فأسلم .

من الآثار المترتبة على احترام الأخر

1- مرضاة الله تعالى بلزوم أحكامه .

2- مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع سنته.

3- تقوية أواصر المحبة في الله.

4- تقوية الروابط والعلاقة الاجتماعية بينهم .

5- زوال الشحناء والتباغض.

6- قوة ترابط أفراد المجتمع بمزيد عنايتهم بأمور مجتمعهم الشرعية والاقتصادية والإعلامية والسياسية.

7- يكون المجتمع بتلك الصورة المترابطة قدوة وأنموذجًا للمجتمعات الأخرى.

والحمد  لله الذي بنعمته تتم الصالحات

مقالات ذات صلة