مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

إلى الأستاذ محمد الأحيدب

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة الكاتب الأستاذ /  محمد الأحيدب حفظه الله تعالى ... آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد سمعت عنك في مقابلاتك ومداخلاتك [ وليس الخبر كالمعاينة ] كما قال صلى الله عليه وسلم ثم رأيتك و سمعت منك فاجتمع لي ((خبر و عيان )) .سعادة الأستاذ الكريم محمد لك محبتان:محبة عامة وهي محبة المسلم لأخيه المسلم أيّا كان مكانه وزمانه وجنسيته .ومحبة خاصة وهي محبتي لأسرة الأحيدب الكريمة وقد شرفتُ بمعرفة كثيرٍ من أهلها شيباً وشباباً فلم أر ولم أسمع إلا ما زادني حباً لهم وتوثيقاً للرابطة معهم وهذا مما يزيد في رصيد هذه الأسرة عندي محبة وتقديرا .كاتبنا الكريم كثيرة تلك البرامج الحوارية المتنوعة في طروحاتها وعدد المشاركين فيها .والغالب أن عمودها الفقري توجيه سهام النقد تارة بغير حق وتارة بمجرد ظن وتارة بنقل غير موثَّق ... الخ .وهذا النوع من الطرح حتى وإن شفى صدور قوم متغيظين من (( المعني بالنقد )) إلاّ أن تلك المقدمة يعقبها نتيجة سلبية من المعني بالانتقاد فربما – وقد حصل – يخرج المعني بالنقد في البرنامج نفسه . فيوظّف تلك الظنون الخاطئة والأقوال غير موثقة في صالحه ويجعلها مطية لتبرير تقصيره بل إهماله وتفريطه ويزيد في تأكيد ذلك بدلائل كالشمس تبين خطأ بل تحامل الناقد له فيكون ذلك الناقد بغير حق وبمجرد التشفي والظن مطية امتطاها المنقود فسخرها للزيادة في السياسة السلبية قولية كانت أو عملية .

ولعلي لا أخطي إن قلت أن أساس النقد البنّاء – الذي يؤجر عليه صاحبه – لابد له من أمور منها: –

1- الإخلاص لله في النقد لأنه نوع من النصح  أمّا النقد بقصد التشفّي فلا يدخل في إطار النصح بحق.

2- حسن اختيار الزمان والمكان لإظهار النقد .

3- التوثق والتثبت فيما يقول والقاعدة [ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين] .وفي قراءة : [ فتثبتوا أن تصيبوا قوما بجهالة.. ].

ولعلى لا أبالغ إن قلت أن توثّق الكاتب أو المحاور فيما يذكره من أخبار من أعظم الأقفال على المعني بالنقد إذ أن ذلك قد يكون طريقاً له إلى الحق فيتراجع أو يماطل في ذلك فيتناقض ، وبكل حال فالتوثق مما يكتب ويقال من أصول النقد الهادف وهو من باب المثل المشهور [ من فمك ندينك ] ويقاس عليه في لغة الصحافة [ من مقالك ندينك ] .

4- العدل في القول [ وإذا قلتم فاعدلوا ].

5- البعد عن الألفاظ النابية [ وقولوا للناس حُسنا ] .

6- فهم وإدراك موضوع الحوار ومحاولة جمع المادة العلمية المتعلقة به

7- تقبل الرد من الطرف الآخر بسعة بال .

سعادة الأستاذ محمد /نقد المسئول بعلم وحسن أدب بقصد الإصلاح أحسب أنه نوع من التعبّد لله تعالى إذْ أنَّه نوع من الدين . ولا يخفى على شخصكم الكريم منزلة النصيحة من الدين . ويكفي شاهداً في هذا المقام قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( الدين النصيحة )) أخرجه مسلم .فأطلق مسمى الدين على النصيحة وهي من الدين وهذا ما يُسمى بــ                (( إطلاق الكل على الجزء تنويهاً بأهمية ذلك الجزء )) ومثل ذلك أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم:  ((الحج عرفة )) .

أستاذ محمد بعد هذا أقول لك : قرأت لك بعض مقالاتك وسمعت بعض مداخلاتك وشيئاً من حواراتك حول بعض القضايا الاجتماعية اقتصادية وصحية وغيرها ولست الأول ولن تكون الأخير في نقدها وذكر ما لها وما عليها .ولا يخفاكم رعاكم الله تعالى ما ذكره المصنفون في السياسة الشرعية : أنَّ ما شاع واشتهر خطأه وفساده , يُقابل بإشاعة صوابه وإصلاحه بضوابط الشرع في القول والعمل .ومن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )) فإني أشكرك على حسن أدبك وانتقاء عباراتك المهذبة خلال ما قرأت أو رأيت لك . ومما يذكر لك فيشكر الدعاء لولي الأمر والثناء عليه وذكر شواهد من كلامه تخالف سياسة بعض المسئولين الذين لم يؤد الأمانة حق أدائها وهذا الأسلوب سوط  مؤدّب لتقريع بعض من يتصنّع بالحرص على رسالة الوظيفة التي يشغلها وكما ورد عن عثمان وقيل عن عمر رضي الله تعالى عنهما – والأشهر عثمان –   ((إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )) .

سعادة الأستاذ / كلام – سواء كان مكتوباً أو ملفوظاً – ينضح بالصدق وحب الخير للوطن قد يغيّر مجرى التاريخ , والتاريخ شاهد بهذا فمن يقرأ في تاريخ العصر وجد أن من أسباب التحولات السياسية أو الاجتماعية أوالاقتصادية تلك المقالات التي تلهب بسياطها السامعين أو القارئين , والفارق بينهما أن بعضها يبني قصراً ويهدم مصرا . وبعضها يهدم قصرا ويبني مصرا .والأجر والثواب أو الوزر والعقاب بحسب فحوى تلك المقالات من قصد الإصلاح أو قصد الإفساد .جعل الله مقالاتك وحواراتك سهام حق في كبد الباطل تُصْلِح و لا تُفْسِدُ , وتَهدِمُ باطلاً وتبني حقاً .

خاطرة: سعادة كاتبنا وناقدنا القدير.أهمس في أذنك بمشورة ولك الخيار – ففيك الخصام وأنت الخصم والحكم – حبذا من طلب مقابلة المسئول قبل نقده وبيان الملحظ والمآخذ على وزارته أو دائرته أو محيط عمله في أي جهة كان .فربما – وما ذلك على الله بعزيز – أن تكون سبباً في تعديل مساره الخاطئ فإن رفض أو كابر فذلك مما يقوي نقدك – بحق – عند السامعين .أستاذ محمد – أذّكرك و لا أعلِّمُك – لا تنتظر ثناء المثنين ولا مدح المادحين – وأحسبك كذلك إن شاء الله تعالى – فإن سمعته أو قرأته – و لا بد من ذلك – فأحسبه إن شاء الله تعالى من عاجل بشراك فليكن ذلك لك زيادة في كثرة سؤال الله تعالى السداد في القول والسعي لمرضاته في القول والفعل والكتابة .  

ختاماً : لستُ بالكاتب المتمكن ولعلي بمقامي هذا كشفتُ عن سوءة قلمي ولكن يشفع لي أن ذلك من باب المحبة والنصح وشد العضد للأخ ، وشخصك الكريم أخ عزيز .ألله أسأل أن يبارك في قولك وقلمك وجميع شأنك , و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم ومحبكم

د/ عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان

alsadhan7@gmail.com

0505469946 

مقالات ذات صلة