مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

إقتراح لوزير الصحة الدكتور حمد المانع

معالي وزير الصحة الدكتور/ حمد بن عبد الله المانع حفظه الله تعالى ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فالله تعالى أسأل أن يصلك خطابي هذا وأنتم في تمام الصحة والعافية .

معالي الوزير .. بادئ بدء ندعو الله تعالى أن يُعينكم على تحمّل المسئولية التي هي تكليف قبل أن تكون تكريما وأنتم إن شاء الله تعالى أهل لها .معالي الوزير .. مما شاهدناه ولمسناه كثرة المهنئين لكم والمباركين لكم على توليكم منصب الوزارة ، وهذا إن شاء الله تعالى شهادة خير وتزكية صادقة لأهليتكم لقيادة هذا المرفق الهام لجميع شرائح المجتمع .

معالي الوزير .. لعل وقتكم يسمح بقراءة خطابي هذا الذي كتبته محبة لسمعتكم الطيّبة ، ومشاركة في تفعيل دور وزارتكم ، وسأجمل كلامي في ( أربعة أمور ) :

الأمر الأول :معالي الوزير .. لا يخفى مثلكم أنكم بحاجة إلى كثير من الدعاء والضراعة إلى الله تعالى ، فاضرع إلى ربك وبخاصة في الأوقات التي يُتحرى فيها الإجابة ، واسـأله التوفيق والثبات فالمسؤولية عظيمة ، والتركة ثقيلة ، ولتعلـم رعـاك الله تـعـالـى أن خـيـر العاملين الـقـوي الأميـن { إن خير من استأجرت القوي الأمين } ، فالقائمون بالعمل أربعة أصناف : قوي بلا أمانة ، وأمين بلا قوة ، وشرّهم لا أمانة ولا قوة ، وخيرهم القوي الأمين ، وأعيذك بالله من هؤلاء الثلاثة ، والمؤمل بالله ثم بك أن تكون من الصنف الرابع ( القوي الأمين ) ، ألله اسأل أن يعينك على ما حُمِّلت .

الأمر الثاني :معالي الوزير .. احرص رعاك الله تعالى – وأنت كذلك إن شاء الله تعالى – على أن تكون مثال القدوة في أمورك كلها ، على رأسها المحافظة على الصلاة ، وحفظ المروءة ، والدوام الوظيفي حضورا وانصرافا ، فأنت مرآة ينعكس ضوءها على الموظفين والعاملين تحت إدارتكم في جميع أنحاء وزارتك في المملكة كلها ، (( ومن سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة )) ، كما قال ذلك صلى الله عليه وسلم . فاحرص على الفوز بهذا الثواب الذي بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم .

الأمر الثالث :معالي الوزير .. آمل أن تفتح صدرك قبل مكتبك لقبول النقد والنصح والاقتراح ، ولتعلم رعاك الله تعالى أنّك المستفيد سواء كان الناقد مصيبا أو متقصّدا للشماتة ، ذلك لأنه إن كان مصيبا فلك وله ، وإن كان شامتا فلك وعليه ، لك الأجر والثواب وعليه الوزر والعقاب.

معالي الوزير .. لتعلم رعاك الله تعالى أن من يرقد على أسرّة المرض هم من آباءك وأمهاتك وإخوانك وأخواتك وأبناءك وبناتك ، فاحرص رعاك الله تعالى على استشعار مشاعرهم ، وأكثر من الوصاية بهم والسؤال عنهم ، وتفقّد أمرهم دائما ، ولا يخفى على معاليكم أن زيارة المريض فيها أجر عظيم وثواب جزيل لما فيها من احتساب الأجر وإدخال السرور على المريض ومشاركته ألمه وأمله ، فكيف بمن كان في مثل مقامكم ، إذ أنّكم تدخلون السرور على جميع المرضى بتفقّدكم لهم وحرصكم على رعايتهم ، فابشروا من الله تعالى بالأجر ومن المرضى خصوصا وغيرهم عموما بالدعاء والثناء .

الأمر الرابع :معالي الوزير .. لتعلم رعاك الله تعالى أن المنصب لن يكون شاغرا بعدكم كما لم يكن شاغرا قبلكم ، بل هو مشغول قبلكم وسيكون مشغولا بعدكم .وإذا كان ذلك كذلك رعاك الله تعالى فأنت الآن قد مكّنك الله تعالى من الاعتلاء على رأس الهرم الصحي ، فاحرص بارك الله تعالى فيك على أن يكون لمعاليكم آثارٌ وثمار تبذرونها في وقت وزارتكم وتتعاهدون سقايتها حتى إذا قوي عودها وآتت ثمارها شكرك الناس ودعوا لك في بقائك وبعد ذهابك بل في حياتك وبعد موتك ، فاحرص رعاك الله تعالى على زرع تلك الثمار وإن كان ثمّة اقتراحات فإني أُشير عليك بما يلي :

أولاً : تغيير طاقم الاستقبال النسائي في المستوصفات الأهلية واستبداله بطاقم رجالي ، وجعل مكتب نسائي خاص لاستقبال النساء ، ومن باب أولى أن يكون ذلك في المستشفيات الحكومية .

ثانياً : المتابعة المستمرة من معاليكم للعاملين من أطباء وممرضين والأخذ بحزم على أيدي المتساهلين والمفرطين ، وفي المقابل حث المتميزين ودعمهم ماديّاً ومعنويّاً ففي ذلك مدعاة للتنافس والحرص ، والمستفيد الأول في ذلك كله هم المرضى ، وهم الأهم . ولقد تحدّث الناس وشكروا فعلكم من حيث الزيارات المفاجئة السابقة التي نفعت وأينعت ثمارها ، فلعلكم تُعيدون شيئا منها ، فإن ضاق بكم الوقت – وهذا المتوقع – فلا أقل من أن ترسلوا من يقوم بالمهمة حسب توجيهكم .

ثالثاً : تفعيل دور صندوق الاقتراحات والشكاوى ، وذلك بإبراز دوره ، وحث المرضى والزوار على المشاركة الصادقة بالنصح والنقد ، وأن تكوّن لجنة تثق فيها - برئاستكم - بالإشراف على الصندوق والنظر في اقتراحات الناس وشكاواهم .

رابعاً : توفير كتيب بجانب كل مريض يحتوي على فتاوى طبيّة تهم المريض في طهارته وصلاته وصيامه ولباسه ، وكذلك كتيب آخر يهم المريضة في طهارتها وصلاتها وصيامها ولباسها .

خامساً : القيام بمشاريع علمية وثقافية على هيئة مسابقات تكوّن لها لجنة باختياركم تقوم تلك اللجنة بإعداد مسابقة على كتيب أو شريط يوزع على المرضى ، ففي ذلك مصالح كثيرة منها : نفع المرضى بتزودهم بالعلم وإشغال أوقاتهم بما ينفعهم ، ومن ثمّ يكون هناك بعد تحديد موعد الإجابات حفل بسيط في معناه كبير في مغزاه توزع فيه جوائز الفائزين على شرف معاليكم مع دعوة ثلة من أعيان الوزارة والمجتمع كل ذلك بقصد الدافع المعنوي لمشاركة المرضى أحزانهم وأفراحهم .

سادساً : تنظيم محاضرات ولقاءات مفتوحة بين المرضى وبين شريحة من أهل التخصص ، سواء شرعِّية أو طبية أو في مجال الثقافات الأخرى ، ففي ذلك زيادة في الوعي .

سابعاً: ترتيب لقاء مع أحد الوجهاء والمسئولين كأمير الرياض أو غيره ليتحدث مع المرضى ويسمع منهم ، ففي ذلك رفع لمعنوياتهم وإدخال للسرور عليهم ، والغالب أن مثل هذه اللقاءات تكون بذرة خير لمقترحات ومشاريع جديدة تتولّد فكرتها في خلال تلك اللقاءات ويمكن لمثل هذه اللقاءات أن تكون مباشرة أو من خلال الدائرة التلفزيونية المغلقة.

ثامناً : الاهتمام بأمور المصلّيات والمساجد في المستشفيات الحكومية والأهلية ، وبخاصة أن بعض المصليات يُلاحظ فيها الإهمال الحسي والمعنوي .

تاسعاً : وهو متعلق بالذي قبله ، الاهتمام بالمساجد في المستشفيات التي تحت الإنشاء ، وذلك بتخصيص موقع للمسجد ليستفيد منه الجميع من حيث مناسبة موقعه في المبنى .

عاشراً : أهمية تفاعل موظفي الاستقبال ، فهؤلاء الموظفون مقياس لمن بعدهم في الغالب .

حادي عشر : السعي الحثيث لإيجاد بند وظائف إدارات التوعية الدينية ، فلقد كان لمعالي الوزير السابق قصب السبق في إيجادها ، فليكن لكم قصب السبق في تطويرها .

ثاني عشر : الاعتناء بستر عورات المرضى عند إجراء العملية ، وبخاصة إذا لم يكن للكشف حاجة .فلقد سمعنا من كثير من الناس تساهل الأطباء في هذا الأمر ، ويعلم معاليكم ما لعورة المسلم من حق الستر وبخاصة إذا كان عاجزاً عن ستر نفسه .

ثالث عشر : استقبال موظفي الوزارة ومسائلتهم عن تقصيرهم ، وفي الوقت نفسه استقبال اقتراحاتهم.

رابع عشر : إنشاء لجنة تطويريّة للأعمال الإدارية نظراً لأن ما يتعلق بعلاج المرضى أو إدخالهم المستشفى أو تنويمهم يصطدم أحياناً بقرارات إدارية تؤخر مساعدة المريض مما يترتب عليه زيادة الإضرار به .

خامس عشر : التوسع في توظيف الشباب والقبول في المعاهد الصحيّة ، وهذا الأمر ينبغي أن يُنظر له بمنظارين :

الأول : من حيث شروط القبول والتسجيل في كون الشاب حسن السيرة والسلوك والتعهد بالاستمرار على ذلك .

الثاني : الحرص على اختيار المواقع الوظيفية لأولئك الشباب من حيث عدم تداخلهم مع النساء .

سادس عشر : معالي الوزير .. مما شاع عند بعض من يعمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك بعض الغيورين ما لوحظ بل تكرر من أمور منافية للأخلاق والمروءة من بعض الممرضين والممرضات ، فاجعل هذا الأمر رعاك الله تعالى نصب عينيك ، فلا خير في طبيب لم يتمثّل الأخلاق الحسنة والسمعة الطيّبة ، فمثل هذا يزيد الداء الحسي والمعنوي ، ولعلّ معاليكم يقوم بالاتصال بالمسئولين في الهيئة حول ضبط هذا الأمر .سابع عشر : تأمّل هذا الأمر معالي الوزير ، ولعّله في نظري من أهم الأمور ، وأعني بذلك : أن يتبنّى معاليكم القيام بإنشاء مشروع وقف خيري – ولتكن تسميته مثلاً : ( الوقف الخيري الصحي ) أو أن يُسمّى مثلاً بـ ( وقف الملك عبد العزيز الخيري الصحي ) أو بأسم ( وقف خادم الحرمين الخيري الصحي ) ، أو أي اسم ترونه مناسبا - يكون ريعه للمشاريع الصحية خصوصا كالقيام بما يعين المرضى بقدر المستطاع ، وأنا أعلم أن هناك لجنة أصدقاء المرضى ولا أدري هل هي إعانة مادية أو غير ذلك .لكن الشاهد من اقتراحي هذا يختلف جذريا عن دور تلك اللجنة .

معالي الوزير .. لتعلم رعاك الله تعالى أن إنشاء مثل هذا الوقف سيكون سببا إن شاء الله تعالى في :

1- تشغيل وتفعيل كثير من المرافق الصحية في مناطق المملكة .

2- المساهمة في المشاريع الخيرية وبخاصة في شؤون المرضى .

3- صرف المكافآت والجوائز على أهل الجهود المتميزة من أطباء وممرضين وموظفين وغيرهم .

4- المشاركة في الدعم القوي للحملات الإعلامية الصحية .

5- سيبقى أثر هذا الوقف مستمرا إلى ما شاء تعالى .

وللبدء في إنشاء هذا الوقف الخيري الصحي يمكنك طرح الأمر على من تثق به من أصحاب الخبرة من رجال الأعمال والإدارة والقائمين على المؤسسات الخيرية .وأما طريقة جمع المال فيمكن بعد الاستشارة وحسب النظم الإدارية أن يتم الإعلان عن ذلك في وسائل الإعلام ، وسترى إن شاء الله تعالى – من المسؤولين خصوصا ومن رجال الأعمال والناس عموما – ما يسرك من المشاركة والبذل لمثل هذا المشروع .هذا ما أردت اقتراحه عليك طمعا في الأجر والثواب .

ختاماً .. اسأل الله تعالى لكم التوفيق في عملكم وجميع شأنكم ، كما اسأله تعالى أن يجعلكم مباركين أينما كنتم ، وفقكم الله تعالى وجعل قولكم سديدا وفعلكم رشيدا .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوكم الداعي لكم بالخير

عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان

إمام مسجد ابن قدامه وخطيب جامع السويدي الغربي والمحاضر في كليتي أصول الدين والكلية التقنية 8/4/1424هـ

فضلاً لا أمراً .. معالي الوزير : إن سمح وقتكم بالرد كتابياً فهذا أحب إليّ حتى أعرف وجهة نظركم حول المقترحات ، ولتعلم أني في أتم الاستعداد لبذل الرأي والدلالة على من يكون عونا للدعم العلمي والمادي والمعنوي . وحامل الخطاب إلى معاليكم الأستاذ/ سعد اليابس ، ممن تربطني به علاقة شخصية ، فليكن همزة الوصل بيننا .

مقالات ذات صلة