مكتبـــــة المقالات

2025-10-28 10:00:00

خيـــانة الـــقــــلم

الإعجاب والتبعية المطلقة لأعداء الإسلام دون وضع المعايير الإسلامية في طريق تلك التبعية ، بل بلغ الإعجاب والافتتان أوجه بتلك الحضارة جملة وتفصيلاً عند فئات من المسلمين ، حتى أصبحوا من الداعين إلى الاحتذاء بحذوها والسير في ركابها حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل ، شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه ، وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشر وذراعاً بذراع حتى لو دخلو جحر ضب لتبعتموهم» قيل : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : «فمن ؟» أخرجه الشيخان عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه .

شاهد المقال : أن بعض ضعفاء النفوس من المسلمين ممن بهرتهم حضارة الغرب وتخللت شغاف قلوبهم زعموا أن أمة الإسلام لن يكون لها فلاحٌ ولا رقيٌ إلا بمحاكاة تلك الحضارة دون البحث عن غثّها من سمينها ، وكان ممن تولى كِبْرَ هذه الدعوة شراذم من الكتّاب الخونة لدينهم وأمتهم ، وبعضهم يلبس ثياب الإصلاح -بزعمهم- فصدق عليهم قول الشاعر :

يحللون بزعم منهم عقدًا *** وبالذي وضعوه زادت العقدُ

وكانت من نتيجة ذلك أن خرج جيل متنكر لدينه وأهل ملته ، بل زاد بلاؤه بتوليه المدافعة عن تلك الحضارة والترويج لها ، فوظف نفسه وطاقاته لأعداء الإسلام ، شعر بذلك أو لم يشعر .

اللهم أصلح أحوال المسلمين

مقالات ذات صلة