692-[يتميز الخاصة عن العامة عند الكتابة، أما عند المحاورة فيشترك الجميع في الخطأ]
"فلما تمت الحجة ووضحت المحجة، هجم الفساد على اللسان،و خالطت الإساءة الإحسان، ودُخلت لغة العرب، فلم تزل كل يوم تنهدم أركانها، وتموت فراستها، حتى استبيح حريمها وهُجّن صميمها، وعفت آثارتها وطفئت أنوارها وصار كثير من الناس يخطئون ويحسبون أنهم مصيبون، وكثير من العامة يصيبون وهم لا يشعرون، فربما سخط المخطئ من المصيب وعنده أنه قد ظفر بأوفر نصيب، وتساوى الناس في الخطأ واللحن إلا قليلا.وإنما يتميز أولئك القليل – على ما بهم من تقصير- عند الباحثة والكاتبة وقراءة الكتب ومواضيع التحقيق، فأما عند المخاطبة والمحاورة فلا يستطيعون مخالفة (ما تداوله) الجمهور واستعمله الجم الغفير."
[تثقيف اللسان وتلقيح الجنان (ص 15) لابن مكي الصقلي دار الكتب العلمية تحقيق مصطفى عبد القادر عطا]