213-[ سلاح الدعاء وخوف الخليفة المعتصم منه ]
قال الإمام السمعاني:"السامري: بفتح السين المشددة والميم والراء المشددة أيضا.هذه النسبة إلى بلدة على الدجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا يقال لها: سر من رأى، فخففها الناس وقالوا: سامرة، وبها السرداب المعروف في جامعها الذي تزعم الشيعة أن مهديهم يخرج منه، وقد ينسبون إليها بالسرمري أيضا.وقيل: إنها مدينة بناها سام، فقيل بالفارسية: سام را، أي هي لسام.وقيل: بل هو موضع وضع عليه الخراج فقالوا بالفارسية: ساامرة ، أي: هي موضع الحساب، وخربت هذه البلدة، ثم بناها المعتصم لما ضاقت بغداد عن عسكره، وكان إذا ركب يموت جماعة من الصبيان والعميان والضعفاء لازدحام الخيل وضغطتها ووطئها، فاجتمع أهل الخير على باب المعتصم وقالوا: إما أن تخرج من بغداد فإن الناس قد تأذوا بعسكرك أو نحاربك، فقال: كيف تحاربوني ؟ فقالوا: نحاربك بسهام السحر، يعنون الدعاء، فقال المعتصم: لا طاقة لي بذلك، وخرج من بغداد وبني سر من رأى وسكنها، وكان الخلفاء بعده يسكنونها إلى أن انتقلوا بعد ذلك إلى بغداد،والساعة قد خرب أكثرها، ولم يبق بها إلا جمع يسير".
[الأنساب للسمعاني (3/202)- دار الجنان]