مكتبـــــة الفوائد

2025-12-03 10:00:00

440- هل يقال الاستعاذة قبل الاستدلال بالآية

440-هل يقال الاستعاذة قبل الاستدلال بالآية؟

قال السيوطي:" فأقول: الذي ظهر لي من حيث النقل والاستدلال أن الصواب أن يقول: قال الله تعالى ويذكر الآية ولا يذكر الاستعاذة فهذا هو الثابت في الأحاديث والآثار من فعل النبي صلى الله عليه وسلّم، والصحابة، والتابعين فمن بعدهم أخرج أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي عن أنس قال: قال أبو طلحة: ( يا رسول الله إن الله يقول ) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ( وإن أحب أموالي إليَّ بَيرُحَاء ) الحديث، وأخرج عبد بن حميد، والبزار عن حمزة بن عبد الله بن عمر قال: قال عبد الله بن عمر: حضرتني هذه الآية: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فذكرت ما أعطاني الله فلم أجد أحب إلي من جارية لي رومية فأعتقتها، وأخرج ابن المنذر عن نافع قال: كان ابن عمر يشتري السكر فيتصدق به فنقول له: لو اشتريت لهم بثمنه طعاماً كان أنفع لهم فيقول: إني أعرف الذي تقولون ولكن سمعت الله يقول: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وأن ابن عمر يحب السكر، وأخرج الترمذي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (من ملك زاداً وراحلة ولم يحج بيت الله فلا يضره مات يهودياً أو نصرانياً وذلك بأن الله تعالى) يقول: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (إن الله قضى على نفسه أنه من آمن به هداه ومن وثق به نجاه ) قال الربيع : وتصديق ذلك في كتاب الله: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)، وأخرج ابن أبي حاتم عن سماك بن الوليد أنه سأل ابن عباس ما تقول في سلطان علينا يظلمونا ويعتدون علينا في صدقاتنا أفلا نمنعهم؟ قال: لا الجماعة الجماعة إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها أما سمعت قول الله: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وأخرج أبو يعلى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( لا تستغيثوا بنار المشركين ) قال الحسن: وتصديق ذلك في كتاب الله: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم) وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال في الجمعة: ( هي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك لأن الله تعالى يقول: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) والأحاديث والآثار في ذلك أكثر من أن تحصر، فالصواب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعاً للوارد في ذلك فإن الباب باب اتباع، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ) إنما هي عند قراءة القرآن للتلاوة، أما إيراد آية منه للاحتجاج والاستدلال على حكم فلا."

[الحاوي للفتاوى للسيوطي (1/286) تحقيق عبد اللطيف حسن عبد الرحمن دار الكتب العلمية بيروت / لبنان - 1421هـ - 2000م]

فوائد ذات صلة