220-[فائدة مهمة عن سبب زيادة الواو والنون في آخر الأسماء الأندلسية]
قال زكي مبارك :" ما كنتُ أعرف ولا كان غيري من مُدرِّسي الأدب في مصر يعرف كيف يغلب على الأسماء العربية في الأندلس والمغرب وجود مثل زيدون، وعبدون وعيشون، وخلدون، ووهبون، وسعدون، إلخ(1)، وكان الظن أن هذه من صيغ جمع المذكر السالم ثم غَلَبَتْ على أسماء الأفراد؛ ولكن اسمع ما حدثنا به (الموسيو كولان) الأستاذ بمدرسة اللغات الشرقية في باريس: اللغة الأسبانية تضيف إلى أواخر الأسماء لفظ (اون) للتعظيم وقد نقل ذلك العرب عن الأسبان حين اتصلوا بهم في الأندلس فقالوا في زيد (زيدون) وفي وهب (وهبون) وفي عيش (عيشون) إلخ... وقد جاء في لسان الدين بن الخطيب عمن اسمه حفص ما معناه: لقد كان مكتفيا باسمه حفص، فلما أَيْسَرَ واستغنى تطاول واستكبر وسمى نفسه (حفصون)؛ ومن أمثال أهل المغرب :( إن كان لك عند الكلب حاجةٌ فقل له يا سيدي كلبون)."
[البدائع صور وجدانية وأدبية واجتماعية بقلم الدكتور زكي مبارك (1/87) المكتبة المحمدية بالقاهرة الطبعة الثانية (1354-1935م]