413-[اصطلاح المنذري رحمه الله تعالى في كتابه الترغيب والترهيب]
قال أبو غدة:" ...ومن المؤسف جدا أن أغلب الوعاظ والخطباء والمذكرين والمدرسين إذ يقرؤون كتاب الترغيب والترهيب هذا أو ينقلون عنه ينسون أو يغفلون عن اصطلاح مؤلفه فيه، فيوردون الحديث الذي في سنده كذاب أو وضاع أو متّهم،.. بكل جزم وارتياح واطمئنان، كجزمهم بالحديث الذي يقول الإمام المنذري فيه: (رواه البخاري ومسلم) سواء بسواء! والإمام المنذري رحمه الله تعالى سالم من التبعة إذ صرح باصطلاحه في فاتحة كتابه ليكون القارئ منه على بصيرة، ولكن أولئك الذين أشرت إليهم لم تفدهم تصريحات المنذري وتفرقته بين الحديث الصحيح والضعيف فساقوا جميع ما فيه مساقا واحدا!!وقد رأيت أن أنقل هنا نص كلامه في مقدمته، ليكون ذلك تبصرة وتذكرة لأولئك الغافلين؛ قال رحمه الله تعالى: (1/3-4) :" ...فإذا كان إسناد الحديث صحيحا أو حسنا أو ما قاربهما صدّرته بلفظة (عن)، وكذلك إن كان مرسلا أو منقطعا أو في إسناده راو مبهم أو ضعيف وثق أو ثقة ضُعّف وبقية رجال الإسناد ثقات أو فيهم كلام لا يضر أو روي مرفوعا والصحيح وقفه أو متصلا والصحيح إرساله أو كان إسناده ضعيفا لكن صححه أو حسنه بعض من خرجه أُصدِّره أيضا بلفظ (عن) ثم أشير إلى إرساله وانقطاعه.. وأفردت لهؤلاء المختلف فيهم بابا في آخر الكتاب أذكرهم فيه مرتبا على حروف المعجم، وأذكر ما قيل في كل منهم من جرح أو تعديل على سبيل الاختصار...وإذا كان في الإسناد من قيل فيه كذاب أو وضاع أو متهم أو مجمع على تركه أو ضعفه، أو ذاهب الحديث أو هالك أو ساقط أو ليسب بشيء أو ضعيف جدا أو ضعيف فقط أو لم أر في توثيقا بحيث لا يتطرق إليه احتمال التحسين صدرته بلفظة (رُوي)، ولا أذكر ذلك الراوي ولا ما قيل فيه البتة، فيكون للإسناد الضعيف دلالتان: تصديره بلفظة (رُوي) وإهمال الكلام عليه في آخره."ثم قال رحمه الله تعالى بعد أن عدد الكتب التي أخ1 منها أحاديث كتابه:"...واستوعبت جميع ما في كتاب أبي القاسم الأصبهاني مما لم يكن في الكتب المذكورة، وهو قليل، وأضربت عن ذكر ما قيل فيه من الأحاديث المتحققة الوضع."
[الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة لأبي الحسنات اللكنوي (ص121-122) وعليها التعليقات الحافلة على الأجوبة الفاضلة بقلم عبد الفتاح أبو غدة]