250-[ مشروعية السؤال بـ أين الله ؟]
قال الحافظ الذهبي :" فمن الأحاديث المتوافرة الواردة في العلو حديث معاوية بن الحكم السُّلمي قال: (كانت لي غنم بين أحد والجوّانية فيها جارية لي فاطّلعتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم فأسِفت فصكَكْتُها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فعظّم ذلك عليَّ فقلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال: ادعها، فدعوتها فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة.) هذا حديث صحيح رواه جماعة من الثقات عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية السلمي، أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وغير واحد من الأئمة في تصانيفهم....هذا الحديث بمجموع رواياته يدل على إثبات صفة العلو لله تعالى حيث سألها النبي صلى الله عليه وسلم عن صحة إيمانها فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء. وقد بين علماء الإسلام ما اشتمل عليه الحديث من أحكام، فقال أبو يعلى الحنبلي في كتابه إبطال التأويلات :"اعلم أن الكلام في هذا الخبر في فصلين:أحدهما في جواز السؤال عنه سبحانه بأين هو، وجواز الإخبار عنه بأنه في السماء " ثم قال في كتابه :" فصل في جواز إطلاق القول بأنه سبحانه في السماء كما وصف نفسه.. ثم ذكر حديث الجارية."
[ العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي/(26) قدم له وصححه وراجع أصوله عبد الرحمن محمد عثمان] وانظر [نسخة عبد الله صالح البراك (1/249و270)]