مكتبـــــة الفوائد

2025-12-03 10:00:00

14- الرد على من قال أن صلاته r على الخمرة فيه جواز اتخاذ السجادة

14-[الرد على من قال أن صلاته r على الخمرة فيه جواز اتخاذ السجادة]

قال شيخ الإسلام-رحمه الله تعالى-:" فإن قيل ففي حديث الخمرة حجة لمن يتخذ السجادة كما قد احتج بذلك بعضهم قيل الجواب عن ذلك من وجوه أحدها أن النبي لم يكن يصلى على الخمرة دائما بل أحيانا كأنه كان إذا اشتد الحرّ يتقي بها الحرّ ونحو ذلك بدليل ما قد تقدم من حديث أبي سعيد أنه رأى أثر الماء والطين فى جبهته وأنفه فلم يكن في هذا حجة لمن يتخذ السجادة يصلى عليها دائما, والثاني قد ذكروا أنها كانت لموضع سجوده لم تكن بمنزلة السجادة التى تسع جميع بدنه كأنه كان يتقى بها الحرّ هكذا قال أهل الغريب... الثالث أن الخمرة لم تكن لأجل اتقاء النجاسة أو الاحتراز منها كما يعلل بذلك من يصلى على السجادة ويقول انه إنما يفعل ذلك للاحتراز من نجاسة المسجد أو نجاسة حصر المسجد وفرشه لكثرة دوس العامة عليه فإنه قد ثبت أنه كان يصلى في نعليه وأنه صلى بأصحابه في نعليه وهم في نعالهم وأنه أمر بالصلاة في النعال لمخالفة اليهود وأنه أمر إذا كان بها أذى أن تدلك بالتراب ويصلى بها ومعلوم أن النعال تصيب الأرض وقد صرح في الحديث بأنه يصلى فيها بعد ذلك الدلك وإن أصابها أذى فمن تكون هذه شريعته وسنته كيف يستحب أن يجعل بينه وبين الأرض حائلا لأجل النجاسة ...الرابع أن الخمرة لم يأمر النبي بها الصحابة ولم يكن كل منهم يتخذ له خمرة بل كانوا يسجدون على التراب والحصى كما تقدم ولو كان ذلك مستحبا أو سنة لفعلوه ولأمرهم به فعلم أنه كان رخصة لأجل الحاجة إلى ما يدفع الأذى عن المصلى وهم كانوا يدفعون الأذى بثيابهم ونحوها من المعلوم أن الصحابة في عهده وبعده أفضل منا وأتبع للسنة وأطوع لأمره فلو كان المقصود بذلك ما يقصده متخذو السجادات لكان الصحابة يفعلون ذلك ... الوجه الخامس أن المسجد لم يكن مفروشا بل كان ترابا وحصى وقد صلى النبي صلى الله عليه و سلم على الحصير وفراش امرأته ونحو ذلك ولم يصل هناك لا على خمرة ولا سجادة ولا غيرها."

[مجموع الفتاوى(22/175ومابعدها)]

فوائد ذات صلة