412-[تضعيف قصة ثعلبة بن حاطب]
قال أبو غدة متحدثا عن ابن كثير ونقده للأحاديث:" ... ومع هذا فقد ندّ منه بعض الأحاديث فأورده بسنده دون أن ينبه إلى علته ونكارته، ومن ذلك ما أورده في تفسير سورة التوبة (2/374) عند قوله تعالى " ومنهم من عاهد الله.." الآية، فذكر قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري ومنه للزكاة حين أغناه الله، بسندها من رواية ابن جرير وابن أبي حاتم دون أن ينتقد سندها كعادته رحمه الله تعالى وهي قصة تالفة مريضة وفي سندها معان بن رفاعة بالنون وهو لين الحديث، كثير الإرسال، عامة ما يرويه لا يتابع عليه، قال البخاري فيه: منكر الحديث، أي لا تحل الرواية عنه، كما جاء تفسير هذه الجملة منقولا عن البخاري نفسه، في ميزان الاعتدال للذهبي (1/5) وفي الرفع والتكميل للكنوي (97) ولذلك قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف (77) بعد خبر ثعلبة: وهذا اسناد ضعيف جدا" ويمكن أن تقول: خير التفاسير المسندة التي بين أيدينا تفسير ابن كثير، ولكنه كما قال المثل: لا تعدم الحسناء ذاما." [الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة لأبي الحسنات اللكنوي (ص107-108) وعليها التعليقات الحافلة على الأجوبة الفاضلة بقلم عبد الفتاح أبو غدة]قال أبو غدة متحدثا عن القرطبي: وقال عند تفسير قوله تعالى في سورة التوبة (8/209) " ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقنّ ولنكونن من الصالحين" روى علي بن يزيد –ووقع في المطبوعة محرَّفا إلى زيد- عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري (فسماه) قال للنبي صلى الله عليه وسلم:" ادع الله أن يرزقني مالا، فقال عليه السلام" ويحك يا ثعلبة، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" ثم عاد ثانيا.. الحديث، وهو المشهور، قلت: علي بن يزيد منكر الحديث، قاله البخاري، وقال أيضا، كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه، كما في ميزان الاعتدال للذهبي (1/5-412) و الرفع والتكميل للكنوي ص (81-98) ولهذا قال الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف ص (77) بعد أن ساق السند المذكور: وهذا إسناد ضعيف جدا" قلت: فقول المفسر القرطبي هنا ( وهو المشهور) يعني مشهور عند القصاص والمفسرين النقلة، ولا يعني المشهور باصطلاح المحدثين، فإن الحديث ضعيف جدا لا يصح الالتفات إليه ولا الاستشهاد به."
[الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة لأبي الحسنات اللكنوي ( ص137-138) وعليها التعليقات الحافلة على الأجوبة الفاضلة بقلم عبد الفتاح أبو غدة]