105-[من فطنة ابن أبي ذئب]
قال ابن أبي حاتم :" ثنا أبي، ثنا حرملة عن محمد بن إدريس الشّافعي قال: كان محمد بن عَجلان يأمُرُ بالمعروف وينهى عن المنكَر، قال فخطب والي المدينة يوماً فأطال الخطبَةَ فلما نزل وصلّى صاح به ابنُ عجلان، فقال: يا هذا اتّق الله، تطيلُ بيانَك وكلامَك على منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ فأمر به فحُبِسَ، فأُخبِرَ ابن أبي ذئب، فدخل على الوالي وقال: حبسْتَ ابنَ عجلاَن؟ فقال: ما يكفيه أنّه يأمرنا فيما بيننا وبينه، فنصيرَ إلى ما يأمُرنا، حتى يصيحَ بنا على رؤوس النّاس فنُسْتَضْعَفَ؟ فقال ابن أبي ذئب: ابنُ عجلان أحمق أحمق، هو يراك تأكُلُ الحرامَ، وتلبسُ الحرامَ فيترُكُ الإنكار عليكَ، ويقول: لا تطل بيانك وكلامك على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ، فقال الوالي: أخرجوا ابن عجلانَ ما عليه من سبيل."
[آداب الشافعي ومناقبه (48-49) تأليف الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي تحقيق عبد الغني عبد الخالق مكتبة التراث الإسلامي]