مكتبـــــة الفوائد

2025-12-03 10:00:00

هل أذَن النبي صلى الله عليه وسلم ؟

السائلة الكريمة الأستاذة/ ..... حفظها الله تعالى ورعاها ، ووفقها إلى ما يحبه ويرضاه ... آمين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

سألتِ رعاكِ الله تعالى عن مسألتين :

الأولى : هل أذَّن النبي صلى الله عليه وسلم ؟

الثانية : هل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بفعل خير ولم يفعله ؟

أمَّا جواب المسألة الأولى :فبعد حمد الله تعالى والصلاة والسلام على رسوله الله أقول :قد ذكر بعض أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم باشر الأذان بنفسه ، واستندوا في ذلك إلى رواية فيها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر مع بعض أصحابه فأذَّن وصلى بهم . أخرجه الترمذي .وخالف آخرون ونفوا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم باشر الأذان بنفسه ، وأجابوا عن دليل القول الأول بأن اللفظ في أصل الرواية عند الإمام أحمد في المسند ينص على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلالا فأذَّن ، وإذا كان كذلك فيكون معنى رواية الترمذي ( أنه صلى الله عليه وسلم أمر بالأذان ) ، فتجوز الرواي وعبَّر بأنه أذَّن ، وهذا سائغ في اللغة أن ينسب الفعل إلى الآمر دون المباشر ، كما يقال : فتح الخليفة بلاد الشام ، والمراد : فتح جيشه .ولتمام الفائدة .. فقد وقفت على كلام للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في فتح الباري 2ص79 ، صدّره بقوله : ( ومما كثر السؤال عنه ، هل باشر النبي صلى الله عليه وسلم الأذان بنفسه ؟ ) ، ثم ساق رحمه الله تعالى كلاما مفصلا عن الرواية السابقة ، وبيَّن أن فيها إجمالاً وتفصيلا ، ثم قرر أن رواية الإمام أحمد مفصّلة لرواية الترمذي المجملة ، كما ذكرتُ ذلك لكِ آنفا .ومما يؤكد عدم تأذين النبي صلى الله عليه وسلم : أن أهل العلم عندما يذكرون المفاضلة بين الأذان والإمامة يحتج من يفضِّل الإمامة بعدم تأذين النبي صلى الله عليه وسلم . ينظر نيل الأوطار للشوكاني 2ص39 .وهذا الاحتجاج من أهل العلم من باب النفي الإجمالي وليس من باب النفي التفصيلي ، ولكن يستأنس به في مقام الإحتجاج .انتهى المراد من جواب المسألة الأولى ، والله تعالى أعلم بالصواب .

وأما المسألة الثانية : فقد ضاق عليَّ الوقت في بحثها وتحريرها ، فنظرة إلى ميسرة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

فوائد ذات صلة