274-[من أخبار المسبحة ]
قال المحقق في الحاشية :"ومن أطرف ما سمعناه عن أصناف المسابح، مسبحة من الباقلاء، اتخذها أحد طلبة الفقه في النجف، ليغيظ بها أهالي الحلة، وتفصيل القصة: أن الحليين، يكثرون من زرع الباقلاء وأكلها، وهم يعيرون بذلك، ويغضبون إذا ذكرت في مجالسهم، لا فرق بين صغيرهم وكبيرهم، وكان الشيخ محمد طه نجف، أحد كبار علماء الشيعة، يقضي شهرين من فصل الصيف في قرية الجمجمة من ضواحي الحلة، وكان موكبه يشق الحلة ليصل إلى تلك القرية، فكان إذا مر بسوق الحلة، يسمع من خلفه الشتائم، فيعجب، ثم تبين له أن أحد تلاميذه يتحرش بأهل الحلة، ويعيرهم بالباقلاء، فيسبونه، فأنذر الشيخ تلميذه بأن لا يصحبه في رحلة الصيف، فاعتذر هذا وأظهر التوبة، وحلف لشيخ أنه سوف لا يفتح فمه، ولا ينبس بحرف عند مروره بالحلة، ولكن ما إن مر موكب الشيخ إلا وأخذت الشتائم تترى، فالتفت، فود تلميذه صامتاً كما وعد، ولكنه كان قد رفع كفه حاملاً مسبحة من الباقلاء يسبح بها أمام الناس".
[الفرج بعد الشدة للتنوخي (2-325) تحقيق عبود الشالجي صادر بيروت]