مكتبـــــة الفوائد

2025-12-03 10:00:00

449-أبو بكر أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجماع الأمة

449-أبو بكر أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجماع الأمة

قال السيوطي:" وقد قرر الإمام فخر الدين اختصاص الآية بأبي بكر والاستدلال بها على أفضليته بطريق آخر فقال: أجمع المفسرون منا على أن المراد بالأتقى أبو بكر، وذهب الشيعة إلى أن المراد به علي، والدلالة النقلية ترد ذلك وتؤيد الأول، وبيان ذلك أن المراد من هذا الأتقى أفضل الخلق لقوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) والأكرم هو الأفضل فالأتقى المذكور هنا هو أفضل الخلق عند الله، والأمة مجمعة على أن أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم إما أبو بكر، وإما علي، ولا يمكن حمل الآية على علي فتعين حملها على أبي بكر، وإنما لم يكن حملها على علي لأنه قال عقيب صفة هذا الأتقى: (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) وهذا الوصف لا يصدق على علي لأنه كان في تربية النبي صلى الله عليه وسلّم لأنه أخذه من أبيه فكان يطعمه ويسقيه ويكسوه ويربيه فكان الرسول صلى الله عليه وسلّم منعماً عليه نعمة يجب جزاؤها، أما أبو بكر فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلّم عليه نعمة دنيوية بل أبو بكر كان ينفق على الرسول، وإنما كان الرسول عليه نعمة الهداية والإرشاد إلى الدين وهذه النعمة لا تجزي لقوله تعالى: (لا أسألكم عليه أجراً) والمذكور ها هنا ليس مطلق النعمة بل نعمة تجزى، فعلم أن هذه الآية لا تصلح لعلي، وإذا ثبت أن المراد بهذه الآية من كان أفضل الخلق وثبت أن ذلك الأفضل من الآية إما بكر، وإما علي وثبت أن الآية غير صالحة لعلي تعين حملها علي أبي بكر، وثبت دلالة الآية أيضاً علي أن أبا بكر أفضل الأمة انتهى كلام الإمام."

[الحاوي للفتاوى للسيوطي (1/320-321) تحقيق عبد اللطيف حسن عبد الرحمن دار الكتب العلمية بيروت / لبنان - 1421هـ - 2000م]

فوائد ذات صلة